٠٣ تشرين الأول ، ٢٠٢٤ ٠١:٠٦ ب.ظ

مجلس وزراء العدل العرب إختتم أعماله في القاهرة
رجوع
٢٥ تشرين الثاني ، ٢٠١٥

 ريفي : الإسلام براء من قتل الأبرياء والإجرام والإرهاب ، والمسؤولية في مواجهته عربية وإسلامية وعالمية

 

أكد وزير العدل اللواء أشرف ريفي أن "الاسلام براء من قتل الابرياء ومن الاجرام والارهاب،وبراء من هؤلاء الذين يسعون لخطف الدين، واستعماله في تجديد وتسعير الصراع بين الحضارات والشعوب" مشدداً على أن "لا مهادنة في مواجهة الإرهاب" ، داعياً لأن تكون "المسؤولية العربية والإسلامية والعالمية في مواجهته مسؤولية شاملة وشاملة وموحدة".

 

 

كلام ريفي أتى في كلمة ألقاها في إجتماع الدورة ال 31 لوزراء العدل العرب المنعقد في القاهرة ، الذي أنهى أعماله مساء أمس .

 

 

ولفت ريفي بأنه "إزاء هذه الظاهرة المجنونة والمجرمة التي تحلل قتل الابرياء بدم بارد، لا نملك الا ان نؤكد على ضرورة اقتلاع الارهاب من اوطاننا ومجتمعاتنا، باتخاذ الموقف الجذري رفضاً لما يجري. فالمهادنة مع القتل والقتلة مرفوضة، وتبرير هؤلاء بأي شكل من الاشكال هو مشاركة في الجريمة، فلا حياد في الموقف من العنف والقتل والارهاب، ولا مهادنة في مواجهته، وهنا يفترض أن تكون المسؤولية العربية والاسلامية والعالمية مسؤولية شاملة ومشتركة وموحدة"

 وأشار ريفي في كلمته إلى أنه  "بموازاة التشدد في رفض الارهاب بكل اشكاله، لا بد من تحديد الاسباب ومعالجتها، وليس الاكتفاء بمواجهة النتائج. ففي عصرنا الحديث شهد عالمنا العربي موجات من العنف،بدأت مع اغتصاب اسرائيل لأرض فلسطين، كما شهد الشرق الاوسط جولات من العنف والارهاب ذات الطابع العقائدي والقومي والديني

 

وشدد ريفي على أن "الموجة الجديدة تولد، في سوريا والعراق، وتتمدد الى دول أخرى، بسبب الاستبداد في سوريا الذي مارسه نظام زج شعبه في السجن الكبير، وبسبب الغلَبة المذهبية التي نشأت في العراق، برعايةٍ إيرانية، وكانت النتيجة صراعاً مذهبياً زاد من العنف والفوضى في العالمين العربي والاسلامي، وكانت النتيجة بداية تفكك دول وتفتت كيانات، في رحلة مجنونة من الصراع العبثي الذي بدأ العالم كله يدفع ثمنه"

 

ورأى ريفي أن "المسؤولية في مواجهة الارهاب مشتركة وهي تقتضي، تضافراً دولياً وعربياً لوقف نهر الدم في سوريا، وعدم وضع الشعب السوري بين خياري الاستسلام للنظام المستبد، او لداعش الارهابية، فالشعب السوري بكل اطيافه، يستحق الحرية التي ثار من اجلها ويستحق العيش في دولة موحدة ديموقراطية

 

وأضاف "المسؤولية في مواجهة الارهاب تقتضي حماية وحدة العراق وعروبته، والتوازن في تمثيل مجموعاته على قدم المساواة، ومحاربة المذهبية البغيضة ، كما تقتضي عودة الشرعية في اليمن ووقف التدخل الايراني في شؤونه،كما في شؤون الكثير من دول المنطقة، واعادة بناء الدولة القوية المتماسكة التي تؤمن لليمنيين سبل العيش والكرامة، وتقطع الطريق على بؤر التطرف والارهاب

 

وأكد وزير العدل أن "المسؤولية في مواجهة الارهاب تقتضي ان لا يتفرج المجتمع الدولي على هذه المنطقة تحترق بنار الاستبداد، والاحتلال، وأن لا يلاقي تطلعات أهلها الى الحرية، فلا ييأسوا من مستقبلهم، ولا يرمي البعض منهم نفسه في البحر بحثاً عن الحياة، ولا يرمي البعض الاخر منهم نفسه في احضان الارهاب، معتقداً انه ينال الشهادة عندما يقتل ويقتل.

المسؤولية في مواجهة الارهاب تقتضي أن نقوم نحن اهل الاعتدال نخباً وقادة ومسؤولين، بنقد ذاتي جريء وبناء، لنحدد الاخطاء ونصححها"

 

 وأعاد ريفي التأكيد على أن "إسلامنا هو اسلام المحبة والاخاء والسلام واحترام الاخر، وعروبتنا هي العروبة الحضارية القائمة على التعدد والتنوع، فإذا تحولت الى حديقة بلون واحد، ستصبح حديقة بلا لون" مشيراً إلى أن "موجات من الارهاب المختلف الالوان والاسماء والانواع، والمتصاعد عنفاً وترويعاً، علينا معالجة اسبابها اليوم،والا ستأتينا موجات بألوان واسماء وانواع اخر، تطيح بكل ما انجزته شعوبنا وما تتوق اليه"

 

أضاف ريفي "الإرهاب أضحى واقعاً ملموساً ونعيش كل يوم تداعياته السلبية على الإستقرار الداخلي وعلى صورة المسلمين أمام الرأي العام العالمي، ومكافحة المخدرات صارت ايضاُ تحدياً إستثنائياً في ظل تفشي هذه الظاهرة وإنتشارها بشكل غير مسبوق ، وقد رافق هذا الإنتشار محاولات حثيثة لتهيئة الشعوب للقبول بها كأمر واقع لتفرض على حكوماتها الإنتقال من مرحلة المكافحة الى مرحلة التنظيم وهذا يستدعي التنبه الى أهمية التوعية في هذا المجال وعدم الإكتفاء بالمكافحة الأمنية أو القضائية" .

 

ورأى أن "العالم العربي شكل ساحةً مفتوحةً لعمليات الإتجار بالأشخاص ومرد ذلك الى توسع ونمو نشاط المنظمات الإجرامية المتورطة في هذا الشأن داخل العالم العربي في الأونة الأخيرة بفعل الصراعات العسكرية القائمة وما ينتج عنها من هجرة جماعية وما يرافق ذلك من حالات إستغلال كما أن بحث المنظمات الإرهابية عن مصادر لتمويل نشاطاتها الإجرامية ساهم في رفع مستوى الجريمة بشكل عام وتلك المنظمة بشكل خاص حيث أثبتت التقارير المحلية والعالمية أن تنظيم داعش الإرهابي ناشط جداً في عمليات الإتجار بالأشخاص والخطف مقابل فدية، والإتجار بالممتلكات الثقافية والفكرية

 

أضاف ريفي "لا يخفى على أحد أن الأمن السيبراني أضحى هاجس الجميع دون إستثناء وأن الحرب السيبرانية القائمة حالياً بين الدول أو بينها وبين المنظمات الخارجة عن القانون تشكل محور بحث جدي ومعمق في دوائر القرار العالمية، وقد أضحى كل شيء في عالمنا اليوم مرتبط بشكل أو بأخر بتكنولوجيا المعلومات وبأنظمة التحكم الإلكتروني

 

وفي معرض كلمته نبه ريفي إلى أن "ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب تُعد التحدي الأكبر الذي يواجه المجتمعين الدولي والعربي في هذه المرحلة، وننبه الى أن معالجة هذه الأفة التي تنامت بشكل لم يسبق له مثيل، لا يمكن أن يقتصر على الإجراءات العملية الرامية الى منع إنتقالهم الى مواقع الصراع العسكري ومقاضاتهم فور عودتهم الى أوطانهم، لأن في ذلك قصوراً في التعاطي مع هذه الظاهرة التي تشكل في نهاية المطاف إحدى تداعيات إنتشار الإرهاب".

 

وشدد ريفي على أنه "علينا جميعاً أن نتعمق ملياً في فهم ظاهرة الإرهاب والإقتناع بانها وليدة ظروف وليست نتاج رفاهية في الفكر أو عشق بالفطرة للعنف، ومتى إقتنعنا بأن الإرهاب في أصله فكر وجب علينا أن نواجهه بفكر مقابل وأن نعمل على إزالة أسباب نموه حتى لا يجد بيئة حاضنة ترعاه، فالظلم والفقر والقهر والعبودية كلها عوامل تغذي وتنمي الفكر المتطرف والسبيل الأنجع للقضاء على الإرهاب ومتفرعاته تكمن في تعميم ثقافة الحرية بين الشعوب والقضاء على مظاهر الإستبداد وإستبدال أنظمة البطش والقمع ومن عاونها بأنظمة تحاكي تطلعات الشعوب"

 

ورأى أن "مكافحة الفساد تشكل ركيزةً أساسية في مخطط بناء الدولة الحديثة ومطلباً رئيسياً للشعوب، فالفساد المستشري في دوائر الدول يطفىء نور الأمل في نفوس الشعوب ويدخل الشباب في ظلمات البؤس والإنكسار فلا يجدوا ملاذاً لهم سوى المنظمات الخارجة عن القانون التي تجدهم فريسة سهلة ووقوداً لنشاطها الإجرامي، أو الهجرة الى الخارج بحثاً عن فرص عادلة تؤمن لهم الحد الأدنى من المساواة، وفي الحالتين نخسر مع الوقت الأمل بمستقبل أفضل، فلا مستقبل دون شباب واعد يستلم الدفة ويرفع راية الإصلاح والتقدم ويقود الأمة نحو مستقبل مشرق وأمن".

 

وفي ختام كلمته توجه ريفي ب"الشكر والتقدير لجمهورية مصر العربية الحبيبة، والى رئيسها وجيشها الوطني وشعبها الأبي والواعد" .

 

 

 الصورة1

الصورة2